في عالم الكتب الواسع، وزخم الخيارات، نتحيّر عند اقتناء الكتب لأطفالنا. في سرنديب نقدم لكم 7 نصائح عند إختيار الكتب لأطفالكم، ترشدكم لاتخاذ القرار، وتوسع مدارككم بشأن الُكتب الموجهة لأطفالنا.
- ما هي اهتمامات أطفالك ؟
لا يهم إن كان الطفل بعمر 3 سنوات أو 10، لجميعنا توجد إهتمامات خاصة، بعضها نولع بها وتصاحبنا زمنًا طويلاً، وأخرى مؤقته تُميز مرحلة معينة ما فقط. فإذا كان طفلك مولع بالسيارات ممكن إختيار قصة تتحدث عن السيارات فعلاً (مثل قصة سيارة باسل، التي تعرفنا على أنواع السيارات بأسلوب الأسئلة التفاعلية)، أو قصة تعالج مضامين إجتماعية مُعينة ولكنها تختار السيارات لتكون من أبطالها (مثل قصة سيارة تالا، التي تتحدث عن المشاركة ومساعدة الآخرين).
- الجيل ؟
في سرنديب نشدد على أننا لا نحبذ “القوالب العمرية” (من سن كذا إلى كذا) ولكن يمكن الأخذ بعين الإعتبار جيل الطفل لملائمة الكتاب له. ففي مرحلة الطفولة المبكرة علينا اختيار قصص من ورق مقوى، ومن المفضل أن تكون قصص تفاعلية، بحيث تحفز الحواس المختلفة: بصر وسمع ولمس، وتنمي مهارات الحركة الدقيقة والإنسجام بين العين واليد.
كما أنه من المهم عدم الإكتراث للتصانيف العمرية (من جيل 7 حتى 9 مثلا) المكتوبة على الكتب أو في المكتبات إنما معرفة قدرات أطفالنا على القراءة، فهنالك أطفال بجيل 9 سنوات ولكنهم لا يستطيعون قراءة أكثر من سطر في الصفحة، وبالمقابل هناك من هم بنفس الجيل ويستطيعون قراءة كتب تُصنف على أنها فوق ال10 وال12 سنة.
ملاحظة هامة: الكتب في بيوتنا وجدت لتنمو معنا -أي أنها مُستدامة، ما دمنا نحافظ عليها ونربي أطفالنا على ذلك. فإن كان الطفل ذو ال3 سنوات سينظر اليوم فقط على الصور، بجيل 7 سيبدأ بتمييز بعض الكلمات، وقد يتقن قراءتها كاملة بجيل ال10 سنوات وذلك مع القصة نفسها !
- من سيقرأ ؟
سؤال هام لاختيار الكتاب، فإن كان الكتاب لطفل بجيل سنتين (شخص كبير سيقرأ له) مسألة الخط الكبير والتشكيل ليست الأكثر أهمية، فالصور مثلاً – وضوحها وبساطتها- أهم بكثير. اما بحال كان الطفل بعمر ال7 سنوات (بمرحلة القراءة الأولية) يجب مراعاة الخط الملائم الواضح، وعدم وجود كلمات كثيرة (نبدأ من كلمتين ثلاثة في الصفحة ونزيد تدريجيًا) وذلك لئلا يشعر بالسأم، بل على العكس عندما يستطيع قراءة الثلاث كلمات سيشعر أنه أنجز وهذا سيزيد من حماسته للقراءة. أي أنه علينا الانتباه لقدرات الطفل على القراءة لنلائم الكتاب له.
- ماذا تعالج القصة ؟
في أحيان عديدة يريد الوالدان اقتناء كتب تعالج قضايا تربوية وإجتماعية معينة مثل الغيرة والخجل والتنمر والمحافظة على النظافة والترتيب…، وفي بعض الكتب نرى هذه الكلمات مطبوعة بشكل بارز على غلافها لجذبهم وقد يرون بها الحل الأمثل. للأسف هذه الطرق التلقينية في أحيان عديدة تثير النفور في نفوس أطفالنا “اه جايبنلي كتاب عشان بتقولو بغار من أختي.. بديش الكتاب”، “على الفاضي هذه القصة مش راح ارتب الالعاب” – أمثال هذه الجمل- وهي ردات فعل طبيعية ومنطقية– حاضرة وبقوة. لذلك ننصح بإختيار كتب تتناول هذه المواضيع بأساليب ذكية (بلا أن تشير للمُصطلح نفسه) وتخلق حالة من الشعور بالذنب عند الطفل. أمثلة: كتاب “عقلة الأصبع، التي يتطرق لقصر القامة، أو كتاب “رحلة كيس” الذي يحثّ على عدم رمي النفايات في الطرقات وإعادة التدوير بشكل مُبتكر.
للمزيد عن الكتب:
- من المؤلف؟
كثيرًا ما يهتم الناس لعنوان الكتاب وكم هو جذابًا؟ اما الكاتب (المؤلف) والخلفية الحضارية التي ينتمي إليها/ يمثلها فلا تثيرنا اهتمامًا. وبما أننا نرغب باختيار الكتب لأطفالنا من المحبذ أن تكون لدينا رؤية معينة وهدف أبعد يسعى لتعريفهم بشخصيات، حضارات، قضايا معينة. كما أنه لكل كاتب توجه معين وأسلوب خاص قد يتماشى مع القيم التي نرغب بتذويتها عند أطفالنا أو لا، بالتالي ليس أقل أهمية أن نتعرف على المؤلفين. كما أننا نشير إلى أهمية توسيع مدارك أطفالنا وتعريفهم بمؤلفين من البيئة المحلية (حيث قد يستطيع الطفل التواصل معهم) وأخرين بعيدون جدًا جغرافيا أو زمانيًا ولكنهم يكشفون لنا عوالم أخرى تثير شغفنا.
- من قدوتي ؟
مثلما نختار كتب عن شخصيات عظيمة ومُلهة من ميادين عديدة، ليتأثر ويقتدي بها أبناءنا. لا ننسى أننا نحن أول المؤثرين وأولى القدوات في حياتهم، ولا سيما في عاداتهم اليومية. فإن كنا نرغب بأن يتبني طفلنا عادة القراءة علينا أولا أن نطبقها على أنفسنا. كما أننا قد نرى أطفالنا في سنواتهم المبكرة يتركون كتبهم وقصصهم وتثيرهم أكثر الكتب والجرائد التي بين أيدينا. لهذا خصصنا في سرنديب قسم مميز ورائد “قسم الثُنائيات” وبه نعرض لكم ولأطفالكم كتب مُتلائمة من حيث المضامين، المؤلفين، مستوحاة أو مقتبسة من قصص الكبار، تمنحكم هذه المساحة للمشاركة وتبادل الأفكار والآراء.
رابط لقسم الثنائيات: هنا
- من الذي يختار؟
بالرغم من كوننا “متجر الكتروني” فإننا نؤمن وبشدة بأهمية زيارات المكتبات ومعارض الكتب.. وننصح بإصطحاب أطفالنا إليها، ليس بغرض الواجب، إنما كأننا نأخذهم إلى رحلة (بكل ما تحمله من شوق وترفيه). وأن نشجعهم على اختيار الكتب بأنفسهم، حتى وإن بدت لنا لا تتلائم مع جيلهم، اهتمامتهم… فنحن نخلق حالة من الود والثقة بينهم وبين الكتب والمكتبات، كما نعزز عندهم القدرة على الاختيار واتخاذ القرارات… أخيرًا ندعوكم وأطفالكم معًا لزيارة موقعنا وإعطائهم فرصة للاختيار بأنفسهم.
2 Responses
رائعة 👌 كل التوفيق
شكرًا جزيلاً … يسعدني أنه أعجبك 🙂