في مدينة مثل إسطنبول، تستقطب ملايين السيّاح سنويًا لما فيها من مساجد وقصور وأسواق وميادين ومطاعم وفنادق. وقد كُتب الكثير عن معالم إسطنبول ولكن عندما يتعلق الأمر بالسياحة مع العائلة والأطفال فإن معظم المعالم البارزة من إسطنبول، كميدان تقسيم ومسجد آيا صوفيا وقصر التوب كابي (الباب العالي) قد لا تكون مثيرة للأطفال حقًا، كما هي للكبار، فللصغار نظرتهم، وفي هذه المقالة عرض لبعض المعالم التي يُمكن أن تثير اهتمام الأطفال والأهل معًا.. وتجعل رحلاتنا العائلية إلى إسطنبول أغنى، فيعود الطفل منها وقد اتسعت مداركه وشاهد ما لم يكن بالإمكان أن يُشاهده في بلده. وكي نسهل الوصول إليها، قُمنا بإعداد خريطة إسطنبول للأطفال.. التي يُمكنكم الدخول إليها والإطلاع على أهم التفاصيل التي تخص كُل الأماكن المقترحة.  

خريطة اسطنبول للأطفال ، إعداد سرنديب – للخريطة التفاعلية إضغط هُنا (هناك نسخة متطورة يتم العمل عليها)

 

 

تركيا الصغرى Miniatürk في Sütlüce

لعلّ “تُركيا الصغرى” أو “miniaturk هي أفضل ما يُمكن أن نبدأ به رحلتنا في إسطنبول، فهي للصغار والكبار معًا، ففيها أكثر من 130 مُجسم لمباني عظيمة تقع في المناطق التي حكمتها الدولة العثمانية عبر التاريخ، كالمسجد الأقصى في القدس مثلًا، ولكن بالطبع فإن التركيز على المباني التي تقع في داخل تركيا وإسطنبول بشكل خاص، حيث يُمكن مشاهدة معظم الوجهات السياحية البارزة داخل تركيا بشكل مُصغّر وهو ما يجعل هذا الموقع بديعًا ويستحق أن يكون في مقدمة الرحلة، وقد يساعد في تخطيط الرحلة بشكل أفضل.

أكثر ما قد يثير الأطفال الصغار فيها، وجود الجسور التي يُمكن الصعود عليها ومُشاهدة المتنزه من الأعلى، كما أن هناك مجسمات دُمجت فيها ألعاب مُصغرة مثل السيارات والقطارات والسفن والطائرات وحتى المناطيد.. وبلا شك فإن المكان سيكون مُلهمًا لأي طفل لديه شغف بالهندسة وبناء المجسمات الهندسية المصغّرة، هذا غير إمكانية قضاء وقت ممتع في ساحة الألعاب داخل المتنزه.
ننصحكم في سرنديب بتعريف الأطفال المهتمين بالهندسة على مهندسين مُبدعين، مثل المهندس المعماري سنان باشا والمهندسة المعمارية زها حديد بواسطة قصص ملهمة وجذابة.     

لعُشاق التصوير.. والغوص في تفاصيل اللوحات المكتوبة (باللغة العربية) عند كُل مجسم. عُمومًا يُمكن تخصيص 3 ساعات لزيارة المتنزه ولعل من الجدير بالذكر، أن أفضل وقت للزيارة هو وقت العصر إلى الغروب. 

ثمن التذكرة:  90 ليرة تركية. 

الساعات : 9:00 -19:00

الموقع: يُمكن دمج الرحلة إلى تركيا الصغرى مع زيارة إلى مسجد أيوب سلطان.

 

 

بانوراما فتح إسطنبول  Panorama 1453

بعكس الكثير من المتاحف التاريخية التي قد تكون مملة بعيون الصغار، فإن بانوراما فتح إسطنبول هو عبارة عن عمل فني مُذهل استغرق العمل عليه حوالي 5 أعوام ليجسد حكاية فتح إسطنبول بأسلوب فني مثير، فهو يتكون من قبّة تبدو وكأنها السماء وفي كُل جانب منها يرى الزائر تفاصيل معركة فتح إسطنبول مرسومة، ومع كُل رسم هناك تُحف أثرية لمدافع وعربات وأسلحة تجعلنا “نعيش” أجواء “الفتح” على يد القائد “محمد الفاتح” الذي يقف في زاوية من زوايا البانوراما محاطًا بشيخه وجنوده يتأملون أحوال المعركة بينما الجنود كُل منهم منهمك بوظيفته، وفي الخلفية نسمع الموسيقى “الحربية” العثمانية القديمة وهو ما يجعل المكان بديعًا ويستقطب الآلاف سنويًا.  

بالنسبة للأطفال، فإن دمج الموسيقي بالرسومات مع التحف التاريخية تحت قبّة واحدة يُعتبر وحده مثيرًا، ولكن بلا شك فإن الزيارة يُمكن أن تكون أغنى وأفضل إذا ما قام الأهل بالتحضير لها جيّدًا (بالأخص وأن معظم الشرح في المتحف باللغة التركية والإنجليزية)، فيحدثوا الأطفال عن مُحمد الفاتح الذي قاد الجيوش وهو صغير وكذلك عن أهمية مدينة إسطنبول بالنسبة للعالم، حيثُ يمكن الإستعانة بكتب تتحدث عن محمد الفاتح، مثل كتاب: السلطان محمد الفاتح-فاتح القسطنطينية وقاهر الروم.. بالإضافة لمعلومات عن بعض تفاصيل المعركة المثيرة.. ولفت إنتباه الصغار إلى تفاصيل صغيرة جدًا بداخل هذا العمل الفني البديع، ويمكن للعائلة قضاء ساعة وأكثر فيه، ثم يمكن الاستراحة في المتنزهات الواسعة المحيطة بالمكان هناك. 

هذا المكان، يُعتبر ملهمًا لكل من يؤمن بالفنون ودورها في تعزيز الهوية وبث روح العزة في نفوس الأطفال. 

بالمناسبة، يُمكن بعد الانتهاء من المتحف زيارة مسجد أبو أيوب الأنصاري وهو من أبرز وأقدم مساجد إسطنبول، وهو يعتبر بمثابة “مزار” لدى العائلات التركية ولهذا نجد في محيطه مئات المتاجر والدكاكين والمطاعم الشعبية. 

ثمن التذكرة: 80 ليرة تركية

ساعات: 8:00 -19:00

الموقع: يُمكن زيارة البانوراما في نفس يوم زيارة “تركيا الصغرى”.

 

 

الاكواريوم Aquarium في Florya 

لا نبالغ لو قلنا بأن مشاهدة سمك القرش أو بطريق في “الاكواريم” يُمكن أن تعدل ألف زيارة لمتحف طوب كابي بالنسبة لطفل صغير، فكما أن متحف طوب كابي الذي يزخر بالتُحف والتفاصيل المعمارية البديعة التي تستقطب الملايين من السياح سنويًا، فإن الاكواريوم يحتوي على آلاف من الكائنات البحرية التي لا يراها الأطفال إلا عبر الشاشات غالبًا. وهنا في “الاكواريوم” يلتقوا بها وجهًا إلى وجه، بل وتجعلهم يقفزون فرحًا لحركاتها وهي تمر قربهم لا يفصل بينها وبينهم إلا لوح من الزجاج، ولهذا ليس غريبًا أن نجد المتحف يكتظ بالعائلات. 

المكان مبني على شكل مسار يتم التجوال فيه عبر محطات مُختلفة، كُل منطقة تجسد منطقة مختلفة أو مجموعة كائنات حية بحرية مختلفة يُمكن التوقف عندها حسب الاهتمام، ولكن المحطات الأبرز تلك التي تكون قريبة من مدرجات الجلوس وتأمل هذه المخلوقات البديعة. محطة أخرى مثيرة للأطفال الصغار هي منطقة الجليد، التي يُمكنهم فيها دخول غرفة الجليد وملامسته، كما أن هناك محطة تستحق التوقف عندها توضح أثر النفايات البلاستيكية على البحار والأسماك، ومحطات التعرف على شخصيات كانت لها علاقة مميزة مع البحر، مثل القائد البحري العثماني خير الدين بربروسا، الذي ننصحكم في سرنديب بالإطلاع على مُذكراته المعروفة بـ“مذكرات خير الدين بربروسا”

يُمكن زيارة المكان في كُل وقت، فهو مغطى ومكيّف ويُمكن زيارته حتى في وقت الظهر بلا قلق، كما يُمكن قضاء أكثر من ساعتين فيه بسهولة، وننصح بأن يُعطي الأهل المكان حقه، وعدم “الاستعجال”، فالتجوال بين هذه المخلوقات ولفت انتباه الطفل إلى إبداع الله الخالق.. مسألة تعدل عشرات بل مئات الدروس الخصوصية في العلوم والطبيعة.  

بالمناسبة، بعد الانتهاء يُمكنكم زيارة حدائق شاطئ فلوريا والاستمتاع ببعض الوقت هناك، حيث توجد منتزهات مع ألعاب مقابل الشاطئ. 

ثمن التذكرة : 275 ليرة تركية تذكرة عادية

              240 ليرة تركية للأطفال (من سن 2-12، للكبار فوق 65 سنة).

*الأطفال حتى سن 2 أعوام مجانًا. 

 

 

كيدزانيا KidZania في Üsküdar

زيارة كيدزانيا وما فيها من تجارب، هي من أبدع التجارب التي يُمكن لأي طفل ما بين 6 إلى 12 سنة أن يخوضها وتساهم في تغيير نظرته لطموحاته “المهنية” بشكل خاص. كيدزانيا هي عبارة عن “مدينة” مُصغّرة للأطفال. يُمكن للطفل أن يبحث فيها عن عمل يمارسه لمرة واحدة كتجربة، ثم يتقاضى عليه اجرًا.

فلو كان الطفل يُحب السيارات وتصليحها، يمكنه الدخول لورشة تصليح (مُلائمة للأطفال) وإجراء بعض الإصلاحات على سيارة حقيقية بمساعدة مُشرف من مشرفي كيدزانيا، الأمر نفسه بالنسبة لطب الأسنان والطب البيطري وحتى الفنون والصحافة والطهي.. ولكن إحدى أبرز الأعمال التي تستهوي الأطفال بشكل خاص ويصطفون عندها بتشوّق ولهفة هي “الاطفائية”. 

في الإطفائية مثلًا، يحصل الطفل مع مجموعة أخرى من الأطفال على تدريب سريع عن أسباب الحرائق وكيفية منعها ثم يتم تزويده بملابس خاصّة برجال الإطفاء ليشارك بعدها في عمليّة إطفاء لمبنى يحترق في مكان ما في المدينة، تأخذهم إليه سيارة الإطفائية بينما يهتفون بحماسة وباللغة التركية “اطفائية إطفائية” ليصلوا المكان ويبدأ برش المياه على ما يبدو وكأنه حريق، ليعودا إلى المقر بعد نجاح العملية واستلام أجر عملهم. 

لعل إحدى أبرز سلبيات المكان هي أن اللغة المتحدث بها هي التركية، كما أنه ليس أفضل خيار للأطفال من جيل 4-5 سنوات، فخياراتهم هناك محدود بالمقارنة مع ثمن التذكرة وهي بالمناسبة ليست رخيصة.

يُمكن تناول وجبة طعام في داخل كيدزانيا ولكن الوجبات في المجمع التجاري الذي يقع فيه كيدزانيا أفضل وقد تكون أرخص. 

ثمن التذكرة (للأجانب): الأطفال 625 ليرة تركية، للكبار 255 ليرة تركية

الموقع: يُمكن دمج الزيارة إلى كيدزانيا مع زيارة إلى متحف الدُمى الواقع في نفس الجهة. 

 

 

متحف الشوكولاتة Pelit Chocolate Museum

إن سمعتم يومًا عن “بيت الحلوى” في قصة هانسيل وجريتيل وهي من أشهر قصص أدب الأطفال عالميًا وتحمستم للفكرة، فلا بُد لكم من زيارة متحف الشوكولاتة في إسطنبول الذي يحتوي على تجسيد لفكرة بيت الحلوى كما يحتوي على مئات المجسمات لمباني عالمية مبنيّة من ألواح الشوكولاتة فقط !

أما أجمل وأهم نقطة في المتحف للطفل.. فهو شلال الشوكولاته الذي يُصادف الأطفال بعد أول غرفتين من غرف المتحف ويقع مقابل بيت الحلوى، هناك يتوقف الأطفال ويُمسكوا بمعلقة ليأخذوا شيء من نصيبهم من الشوكلاطة اللذيذة التي تنساب مع هذا الشلال الذي يصعب نسيانه لأي طفل! 

مميزات المتحف كثيرة، بالأخص أنه يشبه (إلى حد ما) فكرة “تركيا الصغرى”، حيث يتيح للزائر قضاء وقت في تأمل المباني المميزة والمصنوعة من الشوكولاتة وما حولها من قصص، وهذا نفسه قد يكون عيبًا من عيوب المكان، بأنه لم يشتمل على الكثير من التفاصيل حول الشوكولاتة نفسها وصناعتها، باستثناء حفنة من حبوب الكاكاو الموجودة عند المدخل (يُمنع لمسها) وكذلك فيلم وثائقي قصير (مترجم إلى العربية). 

الموقع: ليس قريبًا من المركز، ولكن يمكن دمجه مع زيارة إلى حديقة مميزة في حي باشاك شهير يدعى Bahçeşehir Gölet Park.‏

ثمن التذكرة: 50 ليرة تركية.

الساعات: 10:00-17:00

 

 

متحف الدُمى : Toy Museum في Göztepe

مع أن أكثرنا، لم يعرف عواظ وكراكوز إلا من خلال حديث الأجداد والمسلسلات التاريخية مثل “باب الحارة” أو من كُتب مثل “محرك الدُمى” للكتابة هدى الشوا الذي صدر حديثًا، إلا أن متحف الدُمى في اسطنبول يجعلنا نفهم أكثر أهمية هذه الدُمى بالنسبة لأجدادنا، فقد كانت هذه الدُمى من أبرز الدُمى قبل 100 عام، وكانت تشبههم إلى حد بعيد ومستوحاة من واقع حياتهم كما يُمكن أن نرى في الطابق الأول من المتحف، وهو ما سيختلف كُلما صعدنا طابقًا أعلى. 

المثير في المتحف، هو مدى ارتباط الأحداث التاريخية بألعاب الأطفال والدُمى، فمثلًا، في نفس الفترة التي غرقت فيها سفينة التايتنيك، تم تصميم دُب تيدي بير Teddy Bear أسود، ليُعبر عن الكارثة حينها. حتى الحرب العالمية الأولى، سنجدها حاضرة وبقوة في الدُمى. بالإضافة إلى كُل هذا سنجد دُمى تتعلق بأحداث تاريخية مثل صعود الإنسان إلى القمر.

المثير، لأطفالنا اليوم ربما .. هو عندما نبدأ بملاحظة “سوبر مان” و”سبايدرمان” و”باتمان” وكذلك “باربي” وهي ألعاب لها تاريخها، وربما يستحق الأمر أحيانًا أن نعرف شيء عن هذا التاريخ وشيء من “الخلفية الفكرية” ورائها، فمثلًا للدكتور عبدالوهاب المسيري نقد بشكل لاذع دمية الباربي واعتبرها من “الألعاب الداروينية الاستهلاكية” وهي جزء من “الترشيد الجواني” للأطفال الذي “يُنمّط” الأفراد ويحدد لهم كُل شيء ولا يترك لهم أحلامًا خاصة، من خلال ملاحقتهم لتقاليع الموضة. في المتحف لدينا فرصة، لنتأمل كيف تغيرت ألعاب الأطفال ما بين عواظ وكراكوز وبين باربي وباتمان. 

ننصحكم في سرنديب بإطلاع أطفالكم على قصص كتبها المسيري للأطفال التي حاول من خلالها تقديم بدائل لقصص الأطفال تستحق التوقف عندها وتأملها بالتأكيد.   

الساعات: 11:00 -18:00 (يوم الاثنين مغلق)

سعر التذكرة: 40 ليرة تركية

25 ليرة تركية للأطفال من سن 3-18، وللكبار 65+

 

 

متحف العلوم والتكنولوجيا الإسلامية عند Gülhane Park 

عندما نسمع بمتحف العلوم والتكنولوجيا الإسلامية، قد نتخيل أدوات الرصد الفلكي التي أبدع فيها علماء  المسلمين وقد نتخيل أدوات الجراحة التي ابتكرها الأطباء في الأندلس وقد نتخيل الأحجار المُختلفة التي صنفها الجيولوجيين المسلمين.. وكل هذا موجود بالفعل في  متحف العلوم والتكنولوجيا الإسلامية في اسطنبول، ولكن هل هذا كُل شيء ؟ 

لا طبعًا، في المتحف أمور بديعة كثيرة، يُمكن أن توسع آفاق أطفالنا وتحثهم على الابتكار مثل “آلة الشاورما” أو كما يُسميها العالم المُبدع “تقي الدين الراصد”: “آلة لتدوير السيخ الذي يوضع فيه اللحم على النار فيدور من نفسه من غير حركة حيوان. وهذه الآلة كانت “خطوة” مُهمة للبشرية في طريق الوصول إلى المحركات البخارية والثورة الصناعية لاحقًا، فإن المبدأ الفيزيائي لعمل آلة الشاورما يشبه مبدأ عمل المحركات البخارية، وهو ما جعل فريق من جامعة فرانكفورت يبذل وقتًا وجهدًا في سبيل إعادة تصميمها. 

حتى لو لم يكن الأهل والأطفال من عُشاق المتاحف، فإن متحف اسطنبول للعلوم والتكنولوجيا الإسلامية فرصة لإعادة النظر في هذه العلاقة والأهم أنها فرصة كي نعيد لأطفالنا الثقة بحضارتهم العربية والإسلامية وما قدمت للبشرية.. وتعريفهم وتحبيبهم على علماء وعالمات مثل: مريم الاسطرلابية  والجزري

وللعلم، إن المتحف يقع قرب حديقة Gülhane Park التي يُمكن للعائلة قضاء وقت جميل فيها، بالأخص وقت العصر إلى الغروب. 

“ساعة الجزري” 

الساعات: 9:00-19:30

السعر: 40 ليرة تركية

 

 

ساحة السلطان أحمد Sultan Ahmet Parkı

مع أن الملل ليس صديقًا لاسطنبول، ففي مثل هذه المدينة الضخمة، هناك مئات ورُبما آلاف النشاطات التي يُمكن القيام بها، ولكن هناك أيضًا محطات للعائلات التي لا ترغب بقضاء الرحلة في أزمات السير وفي قطار الشارع “الترامواي” فإن ساحة السلطان أحمد تعتبر الخيار الأمثل، بالأخص مع أطفال من جيل 2 – 7 أعوام، حيث يمكن أن نقوم بالعديد من الفعاليات في مكان واحد. 

في هذه الساحة، يُمكن للطفل أن يتأمل المياه وهي تتراقص صاعدة وهابطة من النوافير التي توجد في قلب الساحة، كما يمكن لهم أن يستمتعوا بطعم “الذرة” و”الكستناء” أمام هذه النوافير، هذا طبعًا غير الاستمتاع بطعم كعك السيميت بينما الأهل يشربون كأسًا من الشاي، بالإضافة إلى إمكانية الاستراحة في العديد من المطاعم والمقاهي التي تقدم الطعام والشراب وحتى التسالي الصيفية مثل “البطيخ البارد” هناك. 

أما الأطفال، يُمكنهم الاستمتاع بتأمل مسجد آيا صوفيا الضخم والانبهار بصوت الآذان فيه وفي مسجد السلطان أحمد، كما يُمكنهم تأمل طيور النورس وهي تحلق في سماء اسطنبول أو حتى تأمل الكلاب التي تنتشر على أطراف الساحة هناك. 

 

بحر مرمرة وآمينينو

على مسافة 10 دقائق مشيًا من “ساحة سلطان أحمد” هناك ساحة آمينينو، حيث يمكن تناول وجبة الغذاء بينما الأطفال يستمتعون بمشاهدة السفن تغدو وتروح في بحر مرمرة ومن تحت جسر غلطة، والاستمتاع بإطعام طيور الحمام. 

الركوب في السفينة، يُمكن أن يكون في إطار رحلة منظمة ولكن يُمكن أن يصبح روتينًا يوميًا في التنقل ما بين أطراف اسطنبول المترامية، فمثلًا عندما نرغب بالذهاب إلى متحف الدمى في اسكودار، يُمكن الذهاب إلى هناك بالسفينة بدلًا من قطار مرمراي، وهو ما سيبهر الأطفال غالبًا، فتجربة السفينة تبقى تجربة فريدة ومميزة، بالاخص عندما نركب في الطابق الأخير في أوقات الصباح الباكر أو وقت غروب الشمس. 

في الختام، لا شك أن اسطنبول فيها أكثر بكثير من هذه المعالم مثل ملاهي فيالاند اسطنبول Vialand  أو ليغولاند LEGOLAND وغيرها من المواقع التي ستجدونها في خريطة إسطنبول للأطفال (من إعداد سرنديب). وفي الواقع فإن الأهم من سرد كُل هذه المواقع وزيارتها هو أن نعيش تجربة غنية في كُل مكان، وليس لمجرد الزيارة لأجل “الزيارة”، فهناك أماكن مثل متحف الدمى تعتمد بالأساس على مدى شرح الأهل لأطفالهم فيها ومحاولة لفت انتباه الطفل لدمية مميزة، وكذلك زيارة متنزه “تركيا الصغرى” يُمكن التجوال فيه على عجالة، ولكن يُمكن أن نبتكر وسائل لإثارة إهتمام الطفل تجاه معلم مميز مثل الجسور والقلاع. ولا نتوقع من الطفل أن يهتم بكل كل شيء، ولكن الفكرة هي أن نكشف الطفل لحكايا مُميزة تجعله يعود من الرحلة وقد اتسعت مداركه وتعلم ولو معلومة جديد، من كل موقع زاره.. ورحلة موفقة. 

 

يمكنكم مُعاينة المقال على شكل خريطة، من خلال الرابط التالي:

خريطة إسطنبول للاطفال

إعداد: عُمر عاصي وملسم عرفات 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

One Response

  1. ما شاء الله تبارك الله، شكرا جزيلا على هذه المعلومات،ان شاء الله المرة القادمة نضعها بعين الاعتبار، أيضا انا كانت لي تجربة فريدة من نوعها،كوني لاول مرة أزور تركيا مع طفلين لوحدنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *